أخبار لبنانابرز الاخبارمقالات خاصة

خاص- بول ابي نصر يعرض قصة تطور الصناعة الوطنية خلال سنوات الأزمة

تزامنًا مع الحديث عن قرب رفع الحظر السعودي عن الصادرات اللبنانية، ومع ما تحمله هذه الخطوة من إمكانات كبيرة لزيادة انتشار المنتجات الوطنية، جرت الاضاءة على التطور الهائل الذي شهدته الصناعة اللبنانية خلال السنوات الأخيرة وقدرتها على تعزيز حجم صادراتها.

وفي حديث لموقعنا LebEconomy، سلّط عضو مجلس إدارة جمعية الصناعيين ورئيس تجمّع صناعيي كسروان، بول أبي نصر، الضوء على الدور المحوري الذي لعبته الصناعة في حماية الاقتصاد الوطني خلال الأزمة، حيث اعتبر انه “في السنوات الخمس الأخيرة، خلال الأزمة التي مر بها لبنان ومرحلة شحّ الدولار وعدم القدرة على الاستيراد من الخارج، كانت الصناعة رافعة الاقتصاد اللبناني، وأبقت رفوف السوبرماركت ممتلئة بحيث فاقت المنتجات اللبنانية توقعات اللبنانيين”.

عضو مجلس إدارة جمعية الصناعيين ورئيس تجمّع صناعيي كسروان، بول أبي نصر،

وقال: “لطالما كان الشعار ‘اشترِ المنتج اللبناني لأنك وطني’، أما اليوم فقد أصبح ‘اشترِ المنتج اللبناني لأنه بجودة توازي، بل تتفوق أحيانًا، على السلع المستوردة “.

واضاف: “نحن في جمعية الصناعيين أمضينا سنوات نحث المستهلك على شراء المنتج اللبناني ليس فقط لأنه مفيد للإقتصاد، بل لأنه منافس للمنتجات الأوروبية، والدليل أنّنا نصدّر اليوم إلى أوروبا وسويسرا والولايات المتحدة واليابان، وهي من أصعب الأسواق في العالم من حيث معايير الجودة”.

ولفت أبي نصر إلى أن “توسع الصناعة اللبنانية وإطلاق منتجات جديدة وزيادة حجم الإنتاج، حصل ‘من اللحم الحي’. فبالعادة التوسع الصناعي يواكبه قطاع مصرفي يدعم التمويل من أجل تعديل خطوط الإنتاج الحالية أو شراء خطوط جديدة لتعزيز القدرة على تلبية الطلب، لكن المصارف كانت غائبة، ومع ذلك تمكنت الشركات الصناعية من النجاح”.

وفي رد على سؤال حول تطور الإنتاج في لبنان، قدّر أبي نصر “زيادة الإنتاج الداخلي بما يتراوح بين 30% و35% في السنوات الأخيرة، معتبراً ان “هذا رقم كبير”. ولفت الى انه “إذا جمعنا توسّع السوق الداخلي مع الجهود المتعلقة بالتصدير، يمكن القول إن القدرة الصناعية الإجمالية تطوّرت بحوالي 45%”.

وعن مستوى الجودة والتنافسية في الصناعة اللبنانية، أكد أبي نصر أن “لبنان بلد مفتوح بالكامل على الاستيراد وبشكل عشوائي حيث تدخل السلع الأجنبية السوق اللبناني بسهولة، بما فيها السلع المهربة أو تلك التي تتهرّب من الرسوم الجمركية. ما يدل على أن المنافسة في السوق اللبناني قوية جداً وغير متكافئة، ومع ذلك صمدت المننتجات اللبنانية ما يؤكد انها ذات جودة عالية وتتمتع بميزات تنافسية “.

وفي حديثه عن الصناعة اللبنانية، قال أبي نصر: “حسب دراسة أُجريت على المنتجات اللبنانية، تبين أن لبنان يصنع 70% Complex Product، ما يعني أن لبنان يملك كمية قليلة من الإنتاج مقابل تنوع هائل وجودة و”Complexity، موضحًا أن “المنتجات اللبنانية تُصدّر إلى أسواق أوروبا الأصعب كفرنسا، إنكلترا، ألمانيا، بولونيا، وإلى أسواق أميركا، وإلى سوق الخليج المفتوح على الشركات العالمية أجمع”.

وكشف عن ان “المنتجات اللبنانية المصدرة ذات جودة لافتة، حيث هناك صناعات لبنانية ذات تقنية عالية جدًا تصدر إلى شركات مثل Google، Meta، وAmazon “.

وعن الطاقة الإنتاجية، أكد أبي نصر أن “لبنان يملك القدرة على مضاعفة إنتاجه الصناعي بدون كلفة عالية جدًا، إذ إن معظم المصانع في لبنان لا تعمل بكامل طاقتها أو ساعات تشغيلها، لكنها تمتلك قدرات تشغيلية جاهزة، وماكينات قائمة، وعناصر بشرية مؤهلة، ما يعني أنه يمكن للبنان مضاعفة إنتاجه بسهولة إذا توفرت الظروف المناسبة”.

وفي اطار الحديث عن رفع الحظر السعودي على الصادرات اللبنانية، اوضح ابي نصر ان الصادرات اللبنانية الى السعودية كانت تمثّل حوالي 12% من الصادرات اللبنانية قبل الأزمة، وكان يمكن رفع قيمتها من 250 مليون إلى 500 مليون، علماً ان هذا الرقم يبقى صغيرًا مقارنة بحجم السوق السعودي”.

ولفت ابي نصر الى ان “رفع الحظر السعودي سيساعد كثيرًا في موضوع الترانزيت إلى الخليج، فلبنان كان يصدّر براً، واليوم هناك صعوبة كبيرة لعدم وجود نقطة عبور في الأراضي السعودية، على أمل أن تُحل هذه المسألة في الأسابيع المقبلة كي يعاد فتح الطريق أمام التصدير مجددًا، مما ينعكس إيجابًا على الإنتاج وفرص العمل”.

بواسطة
هبة أمين
المصدر
خاص Leb Economy

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى