خاص – مع إتفاق غزة.. عوامل أساسية تضغط لإنجاز حصرية السلاح في لبنان!
-ناشر ورئيس تحرير موقع Leb Economy الفونس ديب
مما لا شك فيه أن اتفاق غزة قد أسدل الستار على الحرب التي اندلعت منذ عملية طوفان الأقصى في 7 تشرين الأول 2023، غير أن نتائجها الكارثية على مختلف المستويات ستبقى حاضرة من الآن إلى أمدٍ بعيد.
الإ أن إنهاء الحرب قد يفتح الباب أمام مرحلة سياسية جديدة تتعلق بإحياء مسار حل الدولتين وإرساء سلام دائم وعادل في المنطقة. هذا الاحتمال يبقى رهن التطورات المقبلة، خصوصاً بعد الاعتراف المتزايد بدولة فلسطين من قبل نحو 25 دولة جديدة، بينها فرنسا وبريطانيا والبرتغال، إضافة إلى أستراليا وكندا. وهي خطوة تعكس تحولاً واضحاً في الموقف الدولي وإشارة جدية إلى إمكانية تحقيق خرق فعلي على هذا المسار.
أما في لبنان، فمن المرجح أن تكون للاتفاق انعكاسات إيجابية على أكثر من مستوى، أبرزها زيادة الضغط على حزب الله لتطبيق قرار الحكومة المتعلق بحصرية السلاح بيد الدولة.
اليوم، وبعد سقوط نظام الأسد وصعود حكم جديد في الجهة المقابلة لمحور الممانعة، ومع توقيع اتفاق غزة وسقوط ركن أساسي من أعمدة ذلك المحور، لم يبقَ في الجبهة الأمامية المحاذية لإسرائيل سوى ما تبقى من حزب الله، الذي يواجه مجموعة من العوامل السلبية الضاغطة، تشكل كل منها تحدياً كبيراً له، أبرزها:
1. اغتيال عدد من قياداته وتدمير جزء كبير من ترسانته العسكرية.
2. سقوط مشروعية المقاومة بعد إبعاده عن خط المواجهة جنوبي الليطاني.
3. خسارة سوريا التي كانت تشكل المركز اللوجستي الأهم للإمداد العسكري ونقل الأموال والدعم بعد سقوط نظام الأسد.
4. تفكك التحالفات الداخلية وبقاء الحزب وحيداً في الدفاع عن سلاحه.
5. قرار الحكومة اللبنانية التاريخي بحصرية السلاح، ما ينزع الشرعية عن سلاح الحزب.
6. الإجماع الدولي على نزع السلاح ودعم الدولة اللبنانية.
7. ربط المساعدات الدولية والعربية لإعادة الإعمار بتخلي الحزب عن سلاحه.
لا شك أن هذه العوامل تشكل ضغوطاً استراتيجية غير مسبوقة، ومن شأنها أن تفتح الباب أمام مرحلة جديدة في الداخل اللبناني، قد تشهد تطورات جوهرية على صعيد ملف السلاح ودور الدولة. وبناءً على ما تقدم، لا يُستبعد أن يكون اتفاق غزة نقطة تحوّل مفصلية تقود إلى تسوية لبنانية داخلية كبرى طال انتظارها.
