خاص- انطلاق عملية اعادة الاعمار مؤجلة…عوائق مالية ومصرفية وافتقار للمساعدات الدولية!

رغم مرور أكثر من خمسة أشهر على انتهاء العدوان الإسرائيلي على لبنان، لا تزال وتيرة رفع الأنقاض والشروع بإعادة الإعمار بطيئة وخجولة جداً. فما الذي يعيق هذه العملية؟ ألم تصبح الظروف مؤاتية بعد للشروع بها؟
في هذا السياق، رأى نقيب المقاولين في لبنان مارون الحلو، أنه لا يزال من المبكر الحديث عن موضوع إعادة الإعمار، الذي لا يزال دونه عوائق، في انتظار التفاهم مع صندوق النقد الدولي وعودة الاستقرار إلى الوضعين السياسي والنقدي.
وأضاف الحلو في حديث لموقعنا Leb Economy: لبنان اليوم بالكاد لديه موازنة تشغيلية تغطي النفقات الادارية وهناك تقصير كبير حتى في هذا المجال، لأن الأموال غير متوفرة. ورأى أن السير بمشاريع إعادة الإعمار يتطلب انعقاد مؤتمر دولي، وحتى في مؤتمر باريس لم يتم التطرّق إلى موضوع الإعمار لأنه لا يزال من السابق لأوانه، بحيث بات معروفاً أن ورش إعادة الإعمار لن تنطلق قبل تنفيذ القرار 1701 وعودة الأمور إلى طبيعتها، وتحرك القطاع الخاص بعد إقرار مشروع قانون إعادة هيكلة المصارف. وعليه، يمكن القول إن موضوع إعادة الإعمار لا يزال خجولاً. فعلى الصعيد العام، نحن بحاجة إلى مساعدات دولية وعربية، صحيح أنه يتم البحث فيها، لكن لم يتبلور شيء بعد بشكل واضح وصريح.
أما في ما يخصّ القطاع الخاص، فهو بدأ بالتحرك ولكن بشكل خجول، موضحا ان العائق الأساسي يتعلّق بالشق المصرفي. وأكد أنه لا يمكن عودة الاستثمارات إلى وضعها الطبيعي قبل معالجة الفجوة المالية والكشف عن مصير أموال المودعين.
تابع: صحيح أنه جرى الحديث عن مساعدات لحل أزمة الكهرباء، وإزالة الركام، وإعادة بناء البنى التحتية في الضاحية الجنوبية، أما الأرقام التي يتم الحديث عنها فهي تتراوح ما بين 250 مليون دولار ومليار دولار، ولكن أي أمر تنفيذي بهذا الخصوص لم يحصل بعد، عدا عن أن هذا الرقم يُعد زهيداً جداً نسبة إلى احتياجات لبنان. وأشار الى أن تقديرات كلفة اضرار العدوان الإسرائيلي على لبنان وحدها تصل الى نحو 12 مليار دولار، وتشمل الجنوب والبنى التحتية، لكن في الواقع لبنان بحاجة إلى أكثر من ذلك، مذكّراً أنه في مؤتمر “سيدر” الذي عقد عام 2017، جرى الحديث عن إعطاء لبنان 11 مليار دولار لصرفها على مشاريع بنى تحتية، فكيف الحال اليوم بعد الحرب وما سببته من أضرار جسيمة في البنى التحتية، بحيث إن قرى الجنوب المتضررة باتت تحتاج إلى ميزانية منفردة.
ورداً على سؤال، أكّد الحلو أن الظروف السياسية والادارية باتت مؤاتية اليوم أكثر من أي وقت مضى للانطلاق في مشاريع اعادة الإعمار، فقد بات لدينا رئيس للجمهورية، وحكومة فاعلة ونشيطة، وحاكم جديد لمصرف لبنان. كل هذه العوامل مشجّعة ومساعدة، لكنها لا تكفي، لأننا نحتاج إلى الإمكانات المادية، والمساعدات الدولية والقروض الداخلية، والى الشراكة بين القطاعين العام والخاص، والى مساعدات من البنك الدولي أو البنك الإسلامي أو من الصناديق العربية…
وعمّا إذا كانت عودة الإماراتيين إلى لبنان تبشّر بعودة الاستثمارات أيضاً، قال الحلو: إن المستثمرين العرب، مثل المستثمرين اللبنانيين، لا يمكنهم الاستثمار والتمويل طالما أن المصارف اللبنانية لم تستعد دورها بعد.