أخبار لبنانابرز الاخبارمقالات خاصة

رَبطٌ مبدع بين الـ football والسياسة النقدية في لبنان

 

مع إقتراب نهاية كأس أوروبا في كرة القدم كما السنة الأولى من ولاية حاكمية مصرف لبنان، ومن خلال المقارنة والمراجعة والتدقيق، فقد تم إكتشاف وجود رابط هام بين الـ football والسياسة النقدية.

في هذا الإطار، أوضح أمين عام الهيئات الإقتصادية اللبنانية نقولا شماس أن “هذا الرابط أوجده حاكم مصرف إنجلترا مارفن كينغ منذ حوالي 20 سنة، وكان مثاله الأعلى اللاعب الأسطوري دييغو مارادونا وتحديداً في المبارزة بين الأرجنتين وإنجلترا في كأس العالم سنة 1986، حيث سجل مارادونا هدف عُرف بوقتها بهدف القرن لأنه إجتاز 60% من الملعب وتجاوز نصف الفريق الإنجليزي قبل تسجيل الهدف”.

أمين عام الهيئات الإقتصادية اللبنانية نقولا شمَّاس

وأشار شماس إلى أن “أهمية هذا الهدف وجمالية المشهد، هو إتجاه مارادونا بخط مستقيم تقريباً، ويعود سبب ذلك إلى أن اللاعبين الإنجليز يعرفون أن مارادونا لاعب محترف ومخادع، حيث إفترض اللاعبين أن أفضل طريقة لصده هي الإتجاه يميناً ويساراً، وعملياً تم فتح أوتوستراد أمام مارادونا وبالتالي تمكن من الإتجاه بخط نار ومستقيم تجاه المرمى مسجلاً الهدف”.
وقال “حاكم مصرف إنجلترا إستخلص العبرة التالية “بشكل عام بكرة القدم كما بالسياسة النقدية إذا كنا نتكلم عن الفوائد أو عن سعر الصرف، فمن أهم عوامل النجاح وأرخصها كلفة هي كيفية إثارة وإدارة التوقعات لدى الآخرين لمصلحتك الخاصة”، وهذه النظرية سميت في الكتب بنظرية مارادونا في السياسة النقدية”.
وإعتبر شماس أنه “على هذا الأساس يمكننا ايضاح تقييمنا لسياسة مصرف لبنان في السنة الأولى على قاعدة مارادونا، حيث تم تسجيل الهدف والعمل على القاعدة بشكل تلقائي، لأنها نجحت بكل تأكيد في إدارة السياسة النقدية وإستقرار سعر الصرف دون كلفة لا بل إزداد الإحتياطي بمليار ونصف”.

وعن سبب النجاح وإزدياد الإحتياطي، عزا شماس ذلك “إلى إرساء التوقعات الصحيحة، فعند وصول حاكم مصرف لبنان قال ثلاث لاءات :
1- لا لمخالفة قانون النقد والتسليف
2- لا لتمويل الدولة من مصرف لبنان
2- لا لترك المضاربين الكبار على راحتهم
وقال شماس “وصلت الرسالة، حيث أن المضاربين تراجعوا، والدولة فهمت أنه ليس بإمكانها الإعتماد على مصرف لبنان إنما عليها الإعتماد على إيراداتها الذاتية والتي تبلغ حوالى 260 مليون دولار بالشهر، أما بالنسبة للجمهور اللبناني فقد فهم أن الكتلة النقدية يجب أن تظل محصورة وأن سياسة مصرف لبنان من الآن وصاعداً تعتمد على ضخ الليرة وسحب الليرة، بينما الآخرين يبيعون دولار ويشترون ليرة، وبالتالي أصبح الدولار معروض والليرة مطلوبة، وبذلك نكون أرسينا أسس سليمة للمستقبل”.
واضاف شماس “المفارقة أن السياسة النقدية ومصرف لبنان يسيران على خطى مارادونا، بينما الحكومة المولجة بإعادة الإصلاح المالي والمصرفي تأخذنا بإتجاه آخر وكأنها حريصة بتسجيل هدف في مرمى لبنان”.

المصدر
MTV

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى