ابرز الاخبارالاقتصاد العربي والدولي

أزمة حرائق أمريكا تُفرض على الاقتصاد العالمي 5 مسارات لمواجهة المتغيرات المناخية

فرضت سلسلة الحرائق الهائلة التي تعرضت لها الولايات المتحدة الأمريكية مؤخراً بفعل تداعيات المتغيرات المناخية السريعة ناقوس خطر أمام فرص تعافي الاقتصاديات العالمية خلال الأعوام المقبلة، وتحذير قوي يتطلب تكاتف قوي بين الدول وبدائل سريعة تقلل من خطورتها إلى وآثارها البيئية والاقتصادية الكبيرة.

وتُشكل الأزمات الأخيرة لاسيما الحرائق جنبًا إلى جنب مع التغيرات المناخية المتسارعة، معطيات جديدة على الساحة الاقتصادية العالمية، حيث تؤثر بشكل مباشر على قطاعات حيوية مثل الزراعة، الطاقة، والتأمين، كما تتسبب في اضطرابات بسلاسل التوريد العالمية وزيادة تكاليف الإنتاج بالإضافة إلى ارتفاع جهود التعافي وإعادة الإعمار، مما يضغط على الميزانيات العامة ويؤثر على معدلات النمو الاقتصادي العالمي.

وشهدت عدد من الولايات الأمريكية مؤخراً واحدة من أكثر الكوارث الطبيعية تدميرًا في تاريخها، حيث اجتاحت الحرائق مناطق واسعة وخاصة في مدينة لوس أنجلوس، متسببةً بخسائر بشرية واقتصادية هائلة.

خسائر مالية فادحة

هذا ومثل عام 2024 عاماً مليئاً بالكوارث الطبيعية مع تسجيل خسائر مالية فادحة وصلت إلى 320 مليار دولار أميركي، بحسب البيانات الصادرة عن شركة Munich Re، ليمثل العام الماضي خامس أكثر الأعوام من حيث إجمالي الخسائر.

كما سجل العام 2024 أرقاماً قياسية من حيث درجات الحرارة، وهو ما أسهم في تفاقم الكوارث الجوية، وزاد من حدتها وتكرارها وكبد الاقتصاد العالمي بمستويات خسائر غير مسبوقة.

ووفقاً لعدد من خبراء البيئة في تصريحات خاصة لـ”النهار”، فأن الأزمات المناخية المتسارعة وحرائق أمريكا الأخيرة تُفرض على الاقتصاد العالمي ضرورة التكاتف بين الدول وتفعيل 5 مسارات رئيسية لتفادي تداعيات تلك الأزمات السلبية، متمثلة في ضرورة تعزيز الوعي البيئي، تطوير تقنيات منع الحرائق.في

فيما يتمثل ثالث المسارات الضرورية في تعزيز التعاون الدولي، ودعم البحث العلمي، بالإضافة إلى العمل على تنفيذ سياسات الطاقة المتجددة، بهدف سرعة مواجهة الأسباب الرئيسية وراء تفاقم الأزمات المناخية وتقليل فرص ظهورها مستقبلاً

ظواهر مناخية قاسية

وتعقيباً على ذلك، يقول الدكتور تحسين شعلة، الخبير في التكنولوجيا الحيوية البيئية، لـ”النهار” أن الأرض شهدت في الآونة الأخيرة ظواهر مناخية قاسية مثل الفيضانات وموجات الحر والجفاف، نتيجة لارتفاع درجة حرارة الكوكب بمقدار 1.1 درجة مئوية منذ بداية الثورة الصناعية، وسط تحذير الدراسات من تأثير التغير المناخي على أنماط هطول الأمطار والجفاف والأعاصير، بالإضافة إلى التصحر وانتشار الأوبئة.

أضاف أن حرائق الغابات الأخيرة أصبحت تهديداً كبيراً، حيث تؤدي إلى فقدان الأكسجين وزيادة مستويات ثاني أكسيد الكربون، مما يعزز ظاهرة الاحتباس الحراري، وهو ما أهمية التصدي لتأثيرات التغير المناخي وضمان التكيف للفئات الأكثر عرضة للخطر.

وتشير بيانات الأمم المتحدة إلى أن عدد الكوارث قد تضاعف منذ عام 2000، مع زيادة الخسائر الاقتصادية بمعدل ثلاثة أضعاف، وقد يرتفع عدد الكوارث بنسبة 40% بحلول عام 2030 إذا لم تُتخذ خطوات للحد من الانبعاثات.

وأكد الدكتور تحسين شعلة، الخبير في التكنولوجيا الحيوية البيئية أن الكوارث الطبيعية والتغيرات المناخية تؤدي إلى أضرار كبيرة في البنية التحتية للعديد من الدول، مما ينعكس سلباً على الاقتصاد تشمل الأضرار تدمير الطرق والجسور وتعطيل شبكات الكهرباء والمياه.

وأضاف أن هناك دراسات عديدة تتوقع وصول تكلفة التغيرات المناخية على الاقتصاد العالمي نحو 38 تريليون دولار سنوياً بحلول عام 2049، مع تأثيرات سلبية على النمو الاقتصادي، بما في ذلك المحاصيل الزراعية وإنتاجية القوى العاملة.

وأوضح أن حرائق الغابات من الكوارث الطبيعية المدمرة التي تؤثر بشكل سلبي على الاقتصاديات ومنها أمريكا مؤخراً، حيث تؤدي إلى تدمير الممتلكات والبنية التحتية، مما يستلزم استثمارات ضخمة لإعادة الإعمار.

كما تتسبب هذه الحرائق في خسائر بالإنتاج الزراعي والغابات، مما يرفع الأسعار ويؤثر على صناعة الأخشاب بالإضافة إلى ذلك، تساهم في زيادة تكاليف التأمين، مما يثقل كاهل الأفراد والشركات، ويؤثر سلباً على نشاط السياحة في المناطق المتضررة.

وأشار إلى أن العالم أصبح أكثر عرضة للأضرار الناتجة عن الفوضى المناخية التي تعاني منها الأرض، مما أثر سلباً على العديد من الموارد الطبيعية في بعض الدول، حيث أصبح الخلل الناتج عن التغيرات المناخية مصدر قلق للجميع بشكل يؤثر كبير على اقتصاديات الدول، حيث يؤدي التغير المناخي إلى تغيير جذري في الخريطة الاقتصادية والزراعية على مستوى العالم، مما سيؤثر سلبًا على العديد من الدول الكبرى إذا لم تدرك المخاطر التي قد تواجهها نتيجة التهاون في التعامل مع الفوضى المناخية الحالية.

بواسطة
إسلام محمد
المصدر
النهار

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى