خاص – بعد القصف الذي يطالها .. Leb Economy ينشر تقريراً مفصلاً عن المعابر بين لبنان وسوريا (انفوغراف)

يستهدف العدو الاسرائيلي المعابر الحدودية بين لبنان وسوريا مدعياً وجود إمدادات بين سوريا وحزب الله، فإستهدف معبر المصنع والمعابر بين مدينة الهرمل ومدينة حمص، تحديداً في البقاع الشمالي.
وبسبب الإمتداد الكبير بين الحدود اللبنانية والسورية ، يرتبط البلدان بعدد من المعابر النظامية واخرى غير النظامية. وفي الواقع تسهل هذه المعابر الحركة التجارية والسياحية في مختلف المناطق بين البلدين، واستهدافها بشكل متواصل يعرض لبنان لحصار بري.
ونظراً لأهميتها، يعرض موقعنا Leb Economyتقريراً مفصلاً عن المعابر الحدودية بين لبنان وسورية، موضحاً أهميتها، كاشفاً عن تداعيات قصف معبر المصنع الذي يعتبر المعبر الرئيسي بين البلدين.
معبر المصنع .. البوابة الرئيسية لعبور المسافرين بين سوريا ولبنان
يعتبر معبر المصنع (معبر جديدة يابوس) هو المعبر الرئيسي بين سوريا ولبنان، يقع بين بلدة جديدة يابوس في محافظة ريف دمشق، وبلدة المصنع اللبنانية. ويبعد عن العاصمة السورية نحو 40 كيلومترا، في حين يبعد عن العاصمة اللبنانية بيروت نحو 100 كيلومتر.
ويمثل البوابة البرية الأساسية بين البلدين، ويشهد حركة مرور كبيرة من المسافرين والبضائع، خاصة مع اعتماد العديد من السوريين عليه للسفر عبر مطار بيروت الدولي بعد تعطل العديد من المطارات السورية بعد بدء الثورة السورية.
في 4 تشرين الأول 2024 ، شنت إسرائيل غارة على معبر المصنع الحدودي واستهدفته بقنابل أدت إلى تدميره كل وإحداث حفرة قطرها عدة أمتار، مدعية وجود نفق تحت الأرض يمر عبر الحدود اللبنانية السورية ويستخدمه حزب الله.
وفي الواقع، هذه ليست المرة الأولى التي يغلق فيها المعبر، فقد جرى اغلاقه عدة مرات لأسباب مختلفة ومنها عام 2020 كإجراء احترازي بعد انتشار فيروس كورونا عام مع استثناء مرور سائقي الشاحنات المحملة بالبضائع بعد فحص سائقيها.
وفي هذا الإطار، اكد الخبير الإقتصادي د. بلال علامة انه “في كل مرة كان يقفل معبر المصنع الحدودي كان يتسبب بضرر إقتصادي وضرر للتبادلات الحاصلة بين لبنان وسوريا من جهة وسوريا ولبنان من جهة أخرى، فالعلاقة بين لبنان وسوريا هي علاقة تكاملية وعلاقة أمر واقع يفرضها الموقع الجغرافي للبلدين. واليوم لبنان ليس لديه متنفس خلال هذه الحرب إلا سوريا (متنفس برّي) ولهذا إقفال هذا المعبر سيؤدي إلى ضرر كبير.
ولفت علامة الى انه “سيترتب على إقفال معبر المصنع الحدودي خسائر إقتصادية للبنان تتعلق بمرود الترانزيت وشاحنات النقل البري عبر هذا المعبر، وسيكون القطاع الزراعي الأكثر تضرراً كون الصادرات الزراعية كلها تمر عبر هذا المعبر”.
ولفت الى ان “اقفال معبر المصنع سيلحق بسوريا خسائر تتعلق بالإستفادة التي كانت تحققها من تمرير بعض الأمور عبر مرفأ بيروت لتخطي عقوبات قانون قيصر بحيث كانت تنقل من لبنان إلى سوريا عبر معبر المصنع، إضافة إلى كثير من المساعدات التي كانت تأتي عبر منظمات الأمم المتحدة وتدخل إلى سوريا عبر المعبر . كما لا يمكننا أن نتغاظى عن خسارة بعض القطاعات الحيوية السورية التي كانت تحصل على موادها الأولية من لبنان”.
وشدد على انه “يربط لبنان وسوريا معابر اخرى غير معبر المصنع الحدودي، ولكن هذه المعابر لها وجهة إستعمال اخرى كونها تذهب إلى مناطق أخرى مختلفة عن دمشق وريف دمشق والغوطة. بمعنى أن هذه المعابر تساعد لكن وجهة إستعمالها مختلفة”.
معبر الدبوسية .. جرى ترميمه في أيار الماضي
وهو معبر افتتح عام 2007، ويعدّ ثاني أهم معبر بين البلدين، يربط بين قرية العبودية في محافظة عكار في لبنان وقرية الدبوسية في محافظة حمص بسوريا. ويعد ممرا رئيسيا لسكان المنطقة الحدودية، إذ يعبر عن طريقه سكان المنطقتين للدراسة والعمل وغير ذلك
ويؤدي المعبر دورا مهما في نقل البضائع التجارية بين شمال لبنان والمناطق الوسطى والشمالية السورية، وتنقل عن طريقه المواد الغذائية والمحروقات والمنتجات الزراعية.
وجرى أغلاق معبر الدبوسية خلال الثورة السورية عدة مرات، لا سيما أثناء حصار مدينة حمص، وبعد سيطرة النظام السوري على المنطقة أُعيد افتتاحه، وشهد عملية ترميم في أيار 2024. وقد أغلق المعبر من الجهة اللبنانية عام 2021 بسبب انقطاع الكهرباء وغياب المحروقات، مما أدى إلى تعطيل النظام الإلكتروني العام في المعبر.
معبر العريضة .. نقطة لعبور البضائع من مرفأ طرابلس إلى طرطوس
يعتبر معبر العريضة أحد المعابر الرسمية بين سوريا ولبنان، ويقع بين قرية العريضة في محافظة عكار شمال البلاد، ومحافظة طرطوس السورية. ويعدّ المعبر نقطة عبور البضائع من مرفأ طرابلس اللبناني إلى طرطوس والعكس، ويسهم في تخفيف الضغط على المرافئ والموانئ السورية واللبنانية من خلال تسهيل النقل البري. ولهذا يكتسب أهمية تجارية بهذه الحركة التجارية، إضافة إلى نقل البضائع بين البلدين من منتجات زراعية ومواد بناء ومحروقات وغيرها.
كما يستخدم معبر العريضة لحركة المسافرين للعمل أو زيارة الأقارب أو التجارة وغيرها. وقبل بدء الثورة السورية كان يشهد حركة تدفق للسياح والزوار الذين يعبرون بين البلدين.
خلال الثورة السورية استخدم المعبر نقطة عبور للاجئين السوريين إلى لبنان، لا سيما لسكان المناطق الشمالية. وبعد الحرب التي شنتها إسرائيل على لبنان عام 2024 استخدم لاستقبال العائلات اللبنانية النازحة هربا من الغارات الإسرائيلية.
وقد لجأت بعض العائلات إلى أقاربها، في حين استقر بعضها الآخر في معسكر الطلائع، الذي جُهّز لاستقبال اللاجئين اللبنانيين، حيث يتم تسجيل بياناتهم ومن ثم يرسلون إلى مناطق استضافة مناسبة.
معبر جوسية .. جرى ترممه بعد معارك ضارية بين المعارضة والنظام السوري
وهو معبر رسمي يربط بين بلدة جوسية في منطقة القصير بريف حمص الغربي في سوريا، وبين وقرى القاع اللبنانية، ويمرّ به الطريق الرئيسي بين القصير في محافظة حمص وقرى القاع. أتاح معبر جوسية الوصول إلى مدينة حمص التي تعدّ حاضنة تجارية وإدارية مهمة، ويعدّ المعبر بالنسبة للبنانيين نقطة رئيسية لنقل البضائع وتسهيل المواصلات بين البلدين. كما استخدم لتهريب المواد الغذائية والمحروقات في المناطق التي طالها الحصار خلال الثورة السورية.
أغلق المعبر في نهاية عام 2012 بعد أن سيطرت قوات المعارضة السورية على مدينة القصير ومعبرها، إلا أن النظام السوري تمكن عام 2013 من السيطرة على القصير وأصبح المعبر الحدودي تابعا للنظام.
بقي المعبر مغلقا نحو 5 سنوات، وفي عام 2017 أعيد افتتاح المعبر للحركة التجارية والمدنية بين الجانبين، بعد حملة ترميم، إذ شهد معارك ضارية بين المعارضة والنظام السوري خلال حصار القصير.
معبر تلكلخ .. الطريق الأقصر للمسافرين بين شمال لبنان وغرب سوريا.
أنشئ المعبر عام 2009، ويربط بين مدينة تلكلخ الواقعة في الجزء الغربي من محافظة حمص قرب الحدود اللبنانية وبين منطقة وادي خالد الواقعة شمال لبنان في محافظة عكار، وهي منطقة ريفية جبلية. يربط المعبر بين شمال لبنان ووسط وغرب سوريا، وله دور مهم في تسهيل الحركة اليومية بين سكان المنطقتين، كما يوفر طريقا أقصر للمسافرين بين شمال لبنان وغرب سوريا.
وقد استخدم المعبر للتجارة ونقل المحروقات والمواد الزراعية، ويعتمد عليه سكان منطقة وادي خالد لتأمين احتياجاتهم اليومية من سوريا.
أما على الصعيد المدني فيستخدم، كبقية المعابر بين البلدية، للعمل والتجارة والدراسة والزيارات العائلة، إذ إن جذور سكان منطقة وادي خالد تعود إلى سوريا.
وقد استخدم خلال الثورة السورية لعبور موجات كبيرة من اللاجئين السوريين.
معبر مطربا .. يهدف إلى زيادة الحركة التجارية والسياحية
وهو معبر جديد افتتح عام 2022، يصل بين منطقة القصير بريف حمص الجنوبي الغربي ومنطقة الهرمل في لبنان، وقبل إنشائه كان سكان الهرمل يعانون بشكل يومي أثناء الذهاب إلى سوريا عبر معبري القاع والمصنع.
كما أن افتتاح معبر مطربا كان يهدف إلى زيادة الحركة التجارية والسياحية بين سوريا ولبنان.