إنشاء مخيّم للنازحين في الشمال غير وراد إطلاقاً… لهذه الاسباب (النهار ١١ حزيران)
اثار الوزير السابق غازي العريضي موضوع اقامة مخيم للنازحين السوريين في الشمال، واعتبر انه اقتراح يمكن ان يفجر البلد. لكن احداً من المعنيين لا يعلم بالاقتراح وبأساسه.
يبقى ملفّ النازحين مطروحاً على بساط البحث، لكن مكانك راوح، وليس من جديد يشي بأن الحلول باتت قريبة، أو ستنجز على طاولة اللاعبين الدوليين والإقليميين. وباستثناء توافق داخلي سبق أن تُرجم في جلسة مجلس النواب التي خُصّصت لهذا الملف، “عادت حليمة إلى عادتها القديمة”، من خلال الحملات التي توالت في الآونة الأخيرة بين معظم الأطراف السياسية ومنها بيان من مفوضية الإعلام في الاشتراكي، هاجم فيه فئات على خلفية كلام اعتبره عنصرياً طاول موضوع النازحين. وفي معلومات استقتها “النهار”، من مرجعية سياسية بارزة، أنه خلال مؤتمر بروكسيل وصولاً إلى كل ما يحيط بهذا الملف بصلة، لم يطرأ أي جديد على الإطلاق، بل إن المفوضية الأوروبية متمسكة بمواقفها، وما استجد في الآونة الأخيرة، ضبط موضوع النازحين من خلال الدور الذي يضطلع به الأمن العام والأجهزة الأمنية، عبر الإجراءات الصارمة لإقفال المحال التجارية، وملاحقة الذين ليس لديهم إقامة شرعية، فضلاً عما صدر عن لجنة المال والموازنة لجهة رسم خريطة طريق لملف النازحين ضمن آليات قانونية وتنظيمية ومهل للمخالفين.
أحد الذين يتواصلون على خط بيروت دمشق، ومن المكلفين بكل الملفات بين البلدين، يؤكد لـ”النهار”، أن موضوع أو فكرة إطلاق تجميع النازحين في الشمال، أو إقامة مخيّم لهم، لا يمتّ للحقيقة بصلة، وهو كلام بكلام، فالدولة اللبنانية هي التي تقرر، لأن النازحين السوريين على أرضها، لكن يمكن الجزم من خلال المواكبة والمتابعة، بأن لا شيء جديداً يتناول ملف النازحين، فالأمور على حالها.
ويخلص قائلاً: الأساس كان إقامة مخيّم للنازحين ما بعد الحدود اللبنانية السورية، وتحديداً ما بعد جديدة يابوس، حيث هناك مساحات شاسعة، والمخيم كان من المفترض أن يكون عصرياً بامتياز، ورعت هذه الفكرة موسكو، واتصلت بأطراف دولية وإقليمية، وكلف حينها السفير الروسي السابق في بيروت، إلا أن التطورات الدراماتيكية والحرب الروسية الأوكرانية وسواها من من الأحداث، أدت إلى تجميد الموضوع.
بدوره النائب السابق علي درويش، المقرب من رئيس حكومة تصريف الأعمال #نجيب ميقاتي، وابن الشمال، يؤكد أن فكرة إقامة مخيم للنازحين السوريين في الشمال، لا تمت للحقيقة بأي صلة، ووفق معطياتنا ومعلوماتنا، ليس ثمة ما يشي بأن هناك توجهاً أو فكرة من هذا النوع، لكن بصراحة تامة بعد الحملات، وتحديداً عند أطراف وقوى سياسية مسيحية، فالخوف اعترى بعض النازحين السوريين وخصوصاً بعد الأحداث الأخيرة، منذ مقتل منسّق حزب القوات اللبنانية باسكال سليمان، فغادروا بعض البلدات والقرى والمناطق، واتجهوا إلى مناطق تُعدّ بيئة حاضنة للسنّة، على اعتبار الغالبية من النازحين تنتمي للطائفة السنية الكريمة، وعلى هذه الخلفية، قد يكون بعضهم ذهب إلى أقارب وأصدقاء في الشمال أو استقر هناك، لكن أن يكون ثمة مخيّم شامل لإيواء النازحين السوريين في الشمال، غير مطروح بتاتاً.
ويتابع درويش: قد يجد البعض أن المناطق السنية تشكل له ملاذاً آمناً أكثر من مناطق أخرى، ما دفعه للتوجّه إلى هذه البلدة وتلك، أو منطقة أخرى، أو إلى بعض المناطق بما فيها الشمال، الأمر الذي دفعهم إلى المغادرة إلى هذه البلدات، لكن مجدداً أؤكد بما أملك من أجواء ومعطيات، ليس ثمة أي فكرة أو طرح أو مقترحات بأن يكون هناك مخيم للنازحين السوريين في الشمال، باعتبار البعض يرى أن ثمة متشددين وأصوليين، فذلك لا يمت للحقيقة بصلة على الإطلاق.
ويختم درويش بالقول: موضوع النازحين يتخطى فكرة مخيّم هنا وآخر هناك، بل هو بحاجة إلى توافق دولي، وثمة تحرك لافت إيجابي جداً للأمن العام، لضبط موضوع النازحين تنظيمياً وأمنياً، وإقفال المحالّ التجارية غير الشرعية، أما العودة إلى ديارهم وغيرها من الطروحات، فكل ذلك بحاجة إلى تسوية دولية كبيرة غير متوفرة اليوم.