خاص – قصة قصيرة عن رئيس حكومة في زمن الانهيار!

خاص leb. economy files
طالع رئيس الحكومة المستقيل حسان دياب اللبنانيين بمواقف “جبارة وقوية” دفاعاً عن مصالحهم امس، وكاد يذرف الدموع خوفاً على المصير الاسود المجهول الذي ينتظرهم في حال وقف الدعم. فخرج بنبرة مرتفعة متوعّداً حاكم مصرف لبنان رياض سلامة مصنّفاً وقف الدعم عن المواد الأساسية بالخط الأحمر.
واستغربت مصادر اقتصادية عبر موقعنا leb. economy files تصريحات دياب هذه، كونها لا تنبع من اسس اقتصادية، إنما هي عبارة عن مواقف سياسية شعبوية يحاول من خلالها دياب اعادة تسويق نفسه وتغطية فشله الذريع الذي ظهر جلياً خلال فترة رئاسته للحكومة.
وفنّدت المصادر المطبّات الكبيرة التي وقع فيها دياب، والتي اظهرت تناقض كبير خلال مسيرته:
اولاً: هاجم حسان دياب عندما أتى على رأس الحكومة حاكم مصرف لبنان وقاد هجوم عنيف عليه على خلفية استخدامه لإحتياطات مصرف لبنان تحت ضغوط السياسيين.
واليوم، يقوم حسان دياب بالممارسات نفسها، لكن الاخطر انه يطلب من الحاكم استخدام الاحتياطي الالزامي اي ما تبقى من اموال المودعين.
ثانيا: وفقاً للمصادر، اخر من يحق له الكلام عن السياسات الكفيلة بمواجهة الازمة هو حسان دياب، اذ اثبت وحكومته فشل ذريع في كل السياسات الاقتصادية التي قاموا بها خلال فترة وجودهم في الحكومة بدءاً من خطة لازارد وصولا الى الفشل في التفاوض مع صندوق النقد الدولي.
فاليوم الشعب اللبناني يستجدي الدعم، في حين كان هناك امكانية كبيرة للحصول على سيولة بالدولار لو سارت المفاوضات مع صندوق النقد على السكّة الصحيحة ووضعت خطة اقتصادية جيدة، حيث يتضمن برنامج الصندوق بنود اجتماعية تتعلّق بالاستيراد وتوفير السيولة بالعملة الصعبة.
ثالثاً: رأت المصادر ان حسان دياب وقع في مغالطة كبيرة لا يستطيع تبريرها وخداع الشعب اللبناني عبرها. فما يحصل من دعم بالشكل الحالي يشكل خطراً كبيراً على الشعب اللبناني، فإستنفاذ احتياطي الدولار على دعم مصيره التهريب سيؤدي طبعاً إلى نفاذ الدولار ومن ثم قفزات هائلة في سعر صرف الدولار وقد يتخطى المئة الف ليرة لكل دولار. في حين ان الطريقة الفضلى التي يجب أن يتحدث عنها دياب هي ترشيد الدعم عبر بطاقات ائتمانية تذهب مباشرة إلى المواطن المحتاج وليس عبر دعم السلع كما يجري حاليا.
وختمت المصادر: “بالمحصلة، اكثر ما يحتاجه لبنان اليوم وفي هذه المرحلة هو حكم رشيد وحكومة لديها فكر اقتصادي وتتمتع بعلاقات وطيدة مع الدول الغربية والمؤسسات المالية العالمية التي ستساعد لبنان وتفرمل انهيار اقتصاده. ومن هذا المنطلق، مسألة الدعم يجب أن تواكبها رؤية مغايرة بعيدة عن ما طرحه حسان دياب وطالب به، لأن كل ذلك لا يعدو الا كلام وادعاءات شعبوية ستعود في النهاية على الشعب اللبناني بالسلب.
الا اذا كان حسان دياب يريد أن ينهي ما تبقى له من فترة تصريف أعمال بمزيد من البلاء والمصائب على الشعب اللبناني”.