أخبار لبنانابرز الاخبارسياسة

خيارات عون وطنيّة في الدفاع والتفاوض: لا مكاسب لإسرائيل من دون حصول لبنان على حقوقه (الديار ٤ تشرين الثاني)

تسلم الرئيس جوزيف عون مهامه، في مرحلة هي الأخطر في تاريخ لبنان منذ الاستقلال، حيث تم انتخابه في 9 كانون الثاني 2025، بعد ٤٥ يوما على اعلان وقف اطلاق النار في ٢٧ تشرين الثاني 2024، جراء حرب قاسية تفوقت فيها “اسرائيل” تكنولوجيا وجويا، وتمكنت من اغتيال معظم قيادات حزب الله، وفي مقدمهم الامين العام لحزب الله السيد الشهيد حسن نصرالله، وتدمير قرى الحافة الامامية في الجنوب. والاخطر تمثل برفض “اسرائيل” الالتزام بوقف اطلاق النار عبر الانتهاكات اليومية والاغتيالات وعمليات التدمير، ووصل عدد الخروقات الاسرائيلية خلال سنة الى 5 آلاف اعتداء، وهذا ما ترك آثاره المدمرة على مجمل الاوضاع الداخلية والملفات الحياتية والاجتماعية .

وخلال الـ11 شهرا من تولي رئيس الجمهورية مهامه، تمكن وبحسب مصادر سياسية متابعة، من القيام بكل ما هو مطلوب منه، لجهة الحفاظ على الاستقرار الداخلي والسلم الاهلي، واعتبارهما أولوية يتقدمان على كل الملفات. وقد نجح الرئيس في “فكفكة ” الضغوطات عبر مفاوضات شاقة مع الموفدين الدوليين والاقليميين، ومناقشة ما يحملون تحت سقف الاستقرار الداخلي وحقوق لبنان، والالتزام بالقرارات الدولية والاتفاقيات والتعهدات. وهذاما ترجم في قرارات مجلس الوزراء بشأن موضوع “حصرية السلاح”.

وتؤكد المصادر ان الإنجاز الاكبر لرئيس الجمهورية، قدرته على اظهار عهده بانه لجميع اللبنانيين والاحزاب والقوى، ونجح في ان يبرهن عبر ممارساته انه ليس مع فريق ضد فريق آخر، وضد كل المحاولات للنيل من فريق لبناني وعزله، او تحميله مسؤولية ما اصاب البلد. هذه السياسة الواقعية والمسؤولة، تضيف المصادر، أدخلت الاطمئنان الى كل اللبنانيين وتحديدا الى حزب الله، بأن الدولة ترعاه ولن تتخلى عنه، وليست متآمرة عليه او تريد طعنه في ظهره. فهذا النهج الرئاسي، يسهل كما تقول المدارس، الكثير من الملفات ويعزز اجواء الحوار حول المسائل المعقدة، وتحديدا حول السلاح واستراتيجية الامن الوطني، بدلا من الطروحات الداعية الى الانحناء امام العواصف والقبول باملاءات الخارج.

وتتابع المصادر المطلعة ان الرئيس عون يمارس مسؤولياته، في ظل الظروف الصعبة والمعقدة، وهو ما ظهر في موضوع الطلب من الجيش اللبناني التصدّي للاحتلال الاسرائيلي، وهو بذلك حقق معادلة ان الجيش وحده مسؤول عن حماية لبنان، وتلك وظيفة كل جيوش العالم. فمهمة الجيوش الدفاع عن البلاد وتحقيق امنها ومنع التعدي عليها، والذين طالبوا الدولة وحدها ان تحمل السلاح، فقد ترجم لهم رئيس الجمهورية ذلك العنوان، بأن يتولى الجيش اللبناني الدفاع عن الجنوب، وثبت بذلك موقفه في ملف “حصرية السلاح” بيد الدولة، خصوصاً ان الجنوبيين كانوا يطالبون الدولة تاريخياً بأن تتحمل دورها في الدفاع عنهم وعن ارضهم. وعندما تقوم الدولة بأدوارها لا تصبح الحاجة قائمة لأي حركات مقاومة، ولا بد من ملاقاة رئيس الجمهورية في موقفه، وهذا واجب وطني لا يمكن تجاهله. وكان لافتا اشادة امين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم في موق فرئيس الجمهورية وإمكان البناء عليه .

اما في ملف التفاوض فتؤكد المصادر المطلعة، ان رئيس الجمهورية ثبت التزام لبنان امام المجتمع الدولي بالتفاوض، بعد اجتماع شرم الشيخ الذي فتح مسارات تقتضي من لبنان ان يواكب ذلك. ويصرّ الرئيس عون على التفاوض، باعتبار ان كل حروب العالم تنتهي بالتفاوض، ولكنه لا يريد ان يعطي “الاسرائيليين” مكاسب، من دون ان يحصل لبنان على حقوقه: وقف الحرب وخروج “الجيش الاسرائيلي” من المناطق المحتلة .

يذكر هنا، ان الرئيس عون وافق على ضم مدنيين إلى لجنة ميكانيزم، ولكن لن يكونوا ضمن مهام رسمية حالية في الدولة، بل بصفة خبراء، والهدف الدخول في التفاوض بشكل جدي، للوصول إلى نتائج سريعة والتفاعل مع المبادرة المصرية الجدية، والتفرغ بعدها لاستراتيجية الامن الوطني، التي تكفل تحقيق حصرية السلاح والحفاظ على امن لبنان وسيادته.

بواسطة
رضوان الذيب
المصدر
الديار

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى