أخبار لبنانإقتصادابرز الاخبار

حين يلتقي التاريخ بماء البحر: الميناء وجهة طرابلس السياحية الواعدة (نداء الوطن ٢ تموز)

تركّز السياحة الاجتماعية على تشجيع التبادل الإنساني والتفاعل المباشر بين الزوار والمجتمع المحلي، ما يساهم في تعزيز التفاهم الثقافي بينهم ويقرّب ثقافة الشعوب من بعضها.

برصيفها البحري الطويل الذي يحتضن المقاهي والمطاعم الشعبية، ويشكّل ملتقى للعائلات والشباب الباحثين عن نسمة بحرية هادئة بعيداً عن صخب المدينة، تعتبر الميناء من المناطق السياحية في لبنان. وما يميزها هو قربها الفريد من قلب طرابلس التاريخي، ما يجعلها نقطة وصل بين التراث البري والواجهة البحرية.

معالم تحمل عمر التاريخ تنتظر زوارها، وتكشف أمامهم رونق بحر وأماكن تجذبهم لزيارتها بتساؤلات تحتاجها العين قبل الأذن.

جزر النخل: جواهر الميناء المخفية

يُعتبر أرخبيل جزر النخل المعروف محليًا بـ “جُزر الأرانب” من أبرز معالم الميناء الطبيعية. تبعد الجزر حوالى خمسة كيلومترات عن الشاطئ، ويمكن الوصول إليها عبر قوارب الصيادين المحليين. تتميز هذه الجزر بمياهها الصافية وشواطئها الرملية النظيفة، وتُعد محمية طبيعية تضم أنواعاً نادرة من الطيور والسلاحف البحرية، ما يمنحها قيمة بيئية عالية تستهوي محبي السياحة البيئية والمغامرة.

السياحة البحرية والنزهات العائلية

لا تقتصر متعة الميناء على الجزر وحدها؛ بل تمتد إلى رحلات القوارب البحرية التي ينظمها أبناء الميناء بأسعار بسيطة مقارنة بباقي المناطق الساحلية. كما يشكل الكورنيش البحري متنفساً مثالياً للمشي والجلسات العائلية، خاصة في فترات المساء حيث يلتقي نسيم البحر بضحكات الأطفال ورائحة الذرة المشوية وأصوات الباعة الجوالين.

المعالم الثقافية والإنسانية

إلى جانب جمال البحر، تحتضن الميناء عدة معالم تاريخية مثل «برج السباع» الذي يعود للعصر المملوكي، ويقف شاهدًا على تاريخ المنطقة البحري ودورها في حماية المدينة من الغزوات. كما تنتشر في الأزقة القديمة بيوت تراثية وأسواق صغيرة تحافظ على جزء من الذاكرة الجماعية للمدينة. وغيرها الكثير أيضًا.

تحديات وفرص

رغم ما تملكه الميناء من مقومات سياحية فريدة، إلا أن هذه المنطقة لا تزال تواجه تحديات عدة، منها غياب التخطيط المستدام، وضعف البنية التحتية والخدمات الترفيهية المنظمة، إضافة إلى الإهمال البيئي الذي يهدد نظافة الشاطئ، ما يستدعي اهتمامًا خاصًا يحمي السياحة فيها ويشجع عليها لتكون مقصدًا لكل من سيزورها.

ختامًا، تبقى الميناء بطرابلس مساحة خصبة لمن يحلم بسياحة تجمع بين البساطة والخصوصية البحرية. هي فرصة لعشاق الطبيعة والتاريخ ليكتشفوا وجهًا آخر من طرابلس، ولأبنائها ليكونوا جزءًا فاعلًا من نهضة مدينتهم عبر الاستثمار في كنوزها المائية والثقافية.

بواسطة
زائدة الكنج الدندشي
المصدر
نداء الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى