إليكم ستة أسئلة وأجوبة مهمة عن انفجار “البايجر”!
شهد لبنان أمس تطورا امنياً خطيرا اعاد الى الاذهان مشهد انفجار مرفأ بيروت في شهر آب 2020، حيث توافد اكثر حوالى 2800 جريح الى المستشفيات، وذلك بعد لجوء العدو الاسرائيلي الى تفجير مئات اجهزة “بايجر” كانت بحوزة عناصر حزب الله.
ويعرض موقعنا Leb economy ستة أسئلة وأجوبة مهمة عن هذا الحدث:
1- لماذا يحمل عناصر حزب الله البايجر؟
يعتبر جهاز البايجر من التقنيات القديمة نسبيا، والتي لا يمكنها الاتصال بالإنترنت، ولذلك يعتبر آمنا نوعا ما من الاختراقات السيبرانية ومحاولات التجسس والتتبع الشائعة عند استخدام الهواتف المحمولة أو الذكية، ولهذا فهو لا يزال يستخدم في المجالات العسكرية والأمنية، وهذا على الأرجح السبب الذي يدفع عناصر حزب الله إلى امتلاك هذه الأجهزة.
2- ما هي أجهزة البايجر؟
البيجر هو جهاز اتصال لاسلكي صغير تم تطويره في الستينيات للإستخدام في حالات الطوارئ، ويعتمد على إرسال إشارات رقمية عبر موجات الراديو لإخطار المستخدم بأن شخصا ما حاول الاتصال به، كما يمكن إرسال رسائل نصية قصيرة عبر هذا الجهاز.
وقبل انتشار الهواتف المحمولة كان البايجر وسيلة شائعة للتواصل، خاصة بين الأطباء العاملين في المناوبات الليلية وموظفي خدمات الطوارئ، كما استخدم أيضا في المجالات العسكرية والأمنية.
3- كيف انفجرت الأجهزة؟
مدة ا تقاطعت الرواية الأميركية لتفجير الـ”بايجر” مع خلاصات أولية من التحقيقات التي يبدو أن “حزب الله” قد توصّل إليها، لجهة أن الانفجارات التي حصلت في أجهزة الـ”بايجر” ناتجة عن تفخيخها بمواد متفجّرة.
ومع أن الرواية الأميركية المنقولة عن مسؤولين أميركيين تؤكّد أنه تم العبث بالأجهزة قبل وصولها إلى لبنان، فإن التحقيقات التي توصّل إليها “حزب الله” تكشف جوانب عديدة من “العملية القذرة” التي أطلق عليها الإحتلال “تحت الحزام”.
الرواية الأميركية: كشف مسؤولون أميركيون أن “إسرائيل” زرعت كميات صغيرة من المتفجرات في أجهزة الـ”بايجر”، التي طلبها “حزب الله” من الشركة التايوانية “غولد أبولو”، قبل وصولها إليه.
ونقلت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية عن هؤلاء المسؤولين أن “إسرائيل” نفذت عمليتها ضد “حزب الله” بعد إخفاء المواد المتفجرة داخل دفعة جديدة من الأجهزة التي طلب الحزب استيرادها إلى لبنان.
وأضاف مسؤول أميركي للصحيفة الأميركية: “تم العبث بالأجهزة قبل وصولها إلى لبنان، ومعظمها من طراز AR924 من الشركة، على الرغم من تضمين 3 طرازات أخرى من طراز غولد أبولو في الشحنة”.
وقال اثنان من المسؤولين الأميركيين إن المواد المتفجرة، التي لا يتجاوز وزنها 1 إلى 2 أونصة، تم زرعها بجوار البطارية في كل جهاز نداء. كما تم تضمين مفتاح يمكن تشغيله عن بعد لتفجير المتفجرات.
وفي الساعة 15:30 في لبنان، تلقت أجهزة النداء رسالة بدت وكأنها صادرة عن قيادة “حزب الله”، بحسب مسؤولين اثنين. وبدلاً من ذلك، قامت الرسالة بتنشيط المتفجرات.
وقد تم برمجة الأجهزة لإصدار صوت تنبيه لعدة ثوان قبل الانفجار، وفقا لثلاثة من المسؤولين.
وتحدث المسؤولون الأميركيون وغيرهم بشرط عدم الكشف عن هويتهم نظرا للطبيعة الحساسة للعملية.
بدورهم، قال خبراء الأمن السيبراني المستقلون الذين درسوا لقطات الهجمات، إنه من الواضح أن قوة وسرعة الانفجارات ناجمة عن نوع محدد من المواد المتفجرة.
وقال ميكو هيبونين، المتخصص في الأبحاث في شركة البرمجيات With Secure ومستشار الجرائم الإلكترونية في البوليس الأوروبي “من المرجح أن تكون هذه الأجهزة معدلة بطريقة ما للتسبب في هذه الأنواع من الانفجارات، ويشير حجم وقوة الانفجار إلى أنه لم يكن البطارية فقط”.
وقالت كيرين إيلازاري، محللة الأمن السيبراني الصهيونية والباحثة في جامعة “تل أبيب”، إن الهجمات استهدفت “حزب الله” حيث كان عناصره الأكثر عرضة للخطر.
وقالت إيلازاري: “لقد رأينا هذه الأنواع من الأجهزة، أجهزة النداء، مستهدفة من قبل، ولكن ليس في هجوم متطور بهذا القدر”.
ولم يتضح متى تم طلب أجهزة النداء ومتى وصلت إلى لبنان.
التحقيقات اللبنانية: في التحقيقات اللبنانية، فإن مصدراً أمنياً كشف جانباً من التحقيقات الأولية التي حصلت والتي توصّلت إلى أن أجهزة الـ”بيجر” التي انفجرت كانت مفخخة من المصدر عبر قطعة “آي سي” في جهاز الـ”بايجر” واحتوت المواد المتفجرة.
واشارت المصادر الأمنية إلى أن التفجيرات تم تنفيذها عبر الرسالة بتكنولوجيا متطورة أيقظت المادة المخفية المتفجرة.
وأوضح المصدر الأمني أن هذه المواد المفخخة والمتفجرة لا تكشف عند أي فحص عبر الأجهزة المتعارف عليها، مشيرة إلى أن بطارية الـ”بايجر” لم تكن في ذاتها من أوجد الموجة الانفجارية، بل كانت مادة “الليثيوم” التي تغذي الـ”بايجر” عند استقبال الرسالة المتسببة في التفجير.
وأكدت قناة “الميادين” نقلاً عن مصادر أمنية متابعة أن أجهزة الـ”بايجر” المطفأة وتلك التي في المناطق الخالية من الإرسال، كلها لم تنفجر، تماماً كما أجهزة الـ”بايجر” من الأنواع القديمة.
وأوضحت أن المادة التفجيرية استُخدمت بهدف القتل، ولا سيما تلك الأجهزة المعلقة في الخصر، كي تدخل موجة التفجير إلى الجسم مباشرة.
وخلصت المصادر إلى أن جهازي “الموساد” و”أمان” الإسرائيليان هما وراء هذه الضربة العدوانية.
4- ما هي أكثر المناطق المستهدفة؟
تركزت الإصابات في جنوبي لبنان والضاحية الجنوبية في بيروت، لكن في الواقع فإنه لا توجد مناطق محددة مستهدفة، إذ إن المصابين كانوا جميع الذين يحملون أجهزة البايجر بغض النظر عن أماكن وجودهم.
ومما يدلل على ذلك إصابة 4 أشخاص في سوريا جراء انفجار في سيارتهم في طريق نفق بالعاصمة دمشق، حيث رجحت وسائل إعلام سورية أن المصابين عناصر من حزب الله انفجرت أجهزة اتصال كانوا يحملونها.
5- كم بلغ عدد المصابين حتى الآن؟
اعلن وزير الصحة فراس الأبيض ظهر اليوم الأربعاء ان عدد الشهداء حتى الآن هو 12 من بينهم طفلين (فتاة تبلغ 8 سنوات وشاب 11 سنة) بالإضافة إلى عاملين في القطاع الصحّي والجرحى ما بين 2750 و2800 مريض (750 في الجنوب و150 في البقاع و1850 في بيروت وهناك 300 مصاب بحالة حرجة)
وكان السفير الإيراني في لبنان مجتبى أماني أحد المصابين جراء انفجار جهاز اتصال كان يحمله، وفقا لوكالة مهر الإيرانية.
6- أين تتم معالجة المصابين؟
معظم الإصابات عولجت في لبنان. وقد تم اخلاء عدد من الحالات من البقاع الى سوريا وبعض الحالات ستخلى الى ايران وغالبية العمليات ستجرى اليوم الاربعاء، وجرى الاعلان عن إجراء 460 عملية للمصابين ظهر اليوم. علماً ان الإصابات تركزت على منطقة الوجه واليدين ولا تزال هناك إصابات حرجة.